نماذج حالات الممارسين
صعوبة في طلب المساعدة وانكسار رمز الأب
تعريف بالحالة:
هذه السيدة لديها مشكلة في طلب النقود من والدها ومن خطيبها من أجل التجهيز لزواجها، رغم توفر الإمكانات المادية الممتازة لدى كل منهما، كما أنهما يتصفان بالكرم ولا يبخلان عليها بأي شيء.
العمر:
40
الجنس:
أنثى
تاريخ:
2020-09-25
الانطباع الأول:
صعوبة في طلب المساعدة
الحجة المنطقية:
نحن البشر بحاجة بعضنا البعض، وعند طلب المساعدة فإننا أيضا نعطي فرصة للشخص الذي يساعدنا للقيام بعمل جيد، وهو سيقوم بذلك عن طيب خاطر وسيشعر بالسعادة عند القيام بذلك. عند طلب المساعدة من شخص ما، فليس علينا بالضرورة الإحساس بأننا مدينون لهذا الشخص، وبأنه يجب علينا رد المعروف له على الفور، فالشكر للشخص والشعور بالامتنان له يكفيان. وكما تمت مساعدتنا من أشخاص معينين فاننا سنقوم بدورنا بمساعدة آخرين في يوم ما. الله سخرنا في هذه الأرض لخدمة بعضنا بعضا حيث قال في كتابه الكريم:(وجعلنا بعضكم لبعض سخريا). عدم رغبة والدها بشراء لعبة الباربي لها لم تكن بقصد حرمانها من شيء تحبه، وإنما كان بقصد إعطائها درسا في القناعة، وبأن تكتفي بما لديها وعدم مقارنة نفسها بالآخرين وبما يمتلكون. فهي تمتلك الكثير من الأشياء والتي لم يكن يمتلكها أقرانها عندئذ وكانوا بالتأكيد يتمنون الحصول عليها. عندما رفض والدها ذهابها إلى السوق كان يريد حمايتها. وأيضا خجلا من أصحابه كونها ما زالت طفلة صغيرة وسيتكفلون بكل متطلباتها. وهذا كان معنى كلامه بأنها ستزعجهم. أي أن متطلباتها ستزعجهم وليس هي. كونها الأصغر فإن والدها قد تعلق بها كثيرا وهو يشعر بالألم الآن كونها ستتزوج وتفارقه؛ وضمنيا لديه مشاعر سلبية تجاه خطيبها لأنه يعتبر بأنه سيسلبه ابنته الغالية على قلبه. ولكن والدها ليس من النوع الذي يظهر مشاعره، لذلك فهو يتجاهلها الآن ولم ينتبه لاحتياجاتها المادية كونه منشغل بتغطية مشاعر الألم العميقة التي يحسها بداخله لإحساسه بفراقها القريب.
موقف قريب:
أثناء التجهيز لمستلزمات الزواج سألها والدها فيما إذا كانت قد درست ميزانيتها جيدا وأن لديها المبلغ كاملا لتغطية كافة التجهيزات. وحينما نقصت لديها النقود طلبت منه مبلغا لشراء فستان الزفاف وأعطاها المبلغ. ولكن ما أثر في نفسها أنه انتظرها حتى تطلب ولم يعطها النقود من تلقاء نفسه كما فعل من قبل مع أختها! حيث أنه أعطاها مبلغا كبيرا من المال أثناء تجهيزه لزفافها دون أن تطلب منه، ورغم عدم حاجتها للنقود. كما وأنها تشعر بالخجل من طلب النقود من خطيبها من أجل تجهيز منزل الزوجية، رغم أنه كريم ويعطيها كل ما تطلبه ولا يحاسبها على أي من المصاريف. فقط في بعض الأحيان ينسى إعطاءها المبلغ المطلوب ولكنه يعطيها إياه فور تذكيره بذلك. هي لديها خوف بأن يأحذ عنها فكرة خاطئة بأنها مبذرة! وتشعر بالخجل من أن تكلفه فوق طاقته ماديا. ولديها أيضا مشكلة بشكل عام في طلب المساعدة من الآخرين سواء كانت تعرفهم أم غرباء عنها. وتحس دوما بأنها مدينة لهم عند قيامهم بمساعدتها ويجب أن ترد لهم معروفهم على الفور.
موقف وسطي:
بعمر 3-4 سنوات كان لديهم ضيوف من أصحابهم لعدة أيام، وكان لديهم طفلة في مثل عمرها، وفي يوم من الأيام أراد الضيوف الذهاب الى السوق وأرادت هي الذهاب معهم، ولكن والدها لم يوافق! وقال لهم بأن ابنته ستزعجهم وهي ليست طفلة هادئة! في حين قال بأن طفلة الضيوف هادئة ولا تزعج. وبعد ذهاب الضيوف الى السوق، قام الوالد بتوبيخها. هنا أحست بأن الوالد لا يحبها ولا يريد لها أن تفرح! وبأنه دائما ضد رغبتها وراحتها. وأحست أيضا بأنها أقل قدرا من ابنة أصحابهم وبأنها لا تستحق أي شيء. وبأنها معدومة القدر عند الوالد.
الموقف الأول:
بعمر السنتين: قام أحد إخوتها -والذي كان حينها في الخامسة عشرة من عمره- بتصويرها أمام النافذة بكاميرا فورية. بعد ذلك أعطاها الصورة وذهبت فرحة لعرضها على والدها، هنا الوالد استشاط غضبا عندما شاهد الصورة وقام بتوبيخها هي وأخيها، وأخبرهم بأن هذا العمل مستهتر وكان من المحتمل أن تقع من النافذة. هنا أحست بالاختناق وبعدم القدرة على الكلام أو التعبير عن الذات وأيضا بأنه كان من الممكن أن يحصل شيء سيء لها. وفقدت كل إحساس الفرح والغبطة، تلك المشاعر التي كانت تحسها قبل أن تعرض الصورة على الوالد.
هل حدثت نتيجة عند الرجوع للحدث الأول؟:
نعم
نسبة الراحة بعد الرجوع قبل الحدث الأول:
80%
نسبة الراحة بعد عملية الانتقال الزمنية:
90%
الحالة بعد أسبوعين:
ارتياح كامل وعلاقة جيدة مع الأب والخطيب
مدة الجلسة:
ساعة وخمسون دقيقة
تفاصيل إضافية:
عدت معها الى موقف جيد حصل مع الأب بعمر سنتين عندما كان يحملها بين ذراعيه للذهاب إلى السيارة. هنا أحست بالأمان وبمحبته وحنانه وبأهميتها بالنسبة له حيث أنه قام بحملها بين ذراعيه في حين كانت الوالدة هي التي تقوم عادة بهذا العمل. بعد صعودهم الى السيارة كانت كثيرة الحركة أثناء قيادة والدها وهنا قام بتوبيخها. هنا تغير الشعور وأحست بأنه لا يحبها. ولكن عندما شرحت لها بأن تصرفه طبيعي ونابع من قلقه عليها وعلى من معه في السيارة ولحرصه على عدم التشتت وحاجته إلى التركيز على القيادة تجنبا لأي حادث أليم، هنا تغير الشعور لديها وأحست مجددا بالارتياح وبحب والدها لها. أيضا هي ذكرت لي العديد من المواقف سابقا عندما قام والدها بإعطائها مبالغ كبيرة من المال دون أن تطلب منه ذلك. عندما ذهبت الى الحج مثلا.. بعد الانتهاء من الجلسة وذكر العديد من الحجج المنطقية لها وتفسير سلوك الأب، عادت لها ثقتها بنفسها وثقتها بحب والدها لها ورعايته وبأنه مستعد لبذل روحه في سبيل إسعادها. الآن أصبح لديها القدرة على طلب المال من والدها أو من خطيبها بكل أريحية ودون أي إحساس بالخجل أو الحرج. كما أنه أصبح لديها القدرة على طلب المساعدة من الآخرين دون الشعور بأنها مدينة لهم بل يكفي الشعور بالشكر والامتنان لما قدموه لها.



جميع الحقوق محفوظة 2022 | الدعم الفني